كلمات اليك يا وطن عاش بالقلوب المـــــــــا
قف دونَ جنونكَ في وجه الحياةِ مرابطاً..
ما عهدتُ فيك استسلاماً يرضي الأعاديا..
قم وانهض من قبر التعاسةِ شامخاً
ولا تقل أن أرهقتني ذنوبيا..
وإن هزمتكَ الأيامُ في جولةٍ..
فما زالت الحرب سجالاً إن كنت ناويا..
وطن يعيش العيون
أين الرفاقُ؟ تفرقوا من حولِ قلبكَ..
إذ صرحت بانفرادكَ "تكفيني كبريائيا"..
لا يا حبيبي.. ما كفاكَ تكبرٌ..
ولا شموخُ جبلٍ في الثلجِ ظلّ عاريا..
أين المروجُ خضراءُ تزينهُ..؟
أين نبضُ أرواحِ الطيورِ والزهورِ البواقيا؟
لا يا حبيب.. ما كفاكَ تكبرٌ..
ولا تعالٍ على نوائبِ دهرٍ تواجهها باكيا..
لا تبكِ في حقّ الشموخ زلةً..
بل فابكِ فيكَ قلباً قد نهرتهُ والحبّ سواسيا..
تظاهرتَ أن عقلكَ يمضي وحدهُ..
ما دريتَ أن جنونهُ فاق القلوبَ تماديا
يا عراقنا...!!!
لا أي حبيبي.. لا تنتحب..
يكفي ذنوباً قد احتملتَ قبلُ تائباً وراضيا..
أيها الفارس انهض من كبوةِ الجسد..
فإني أرى الروحَ فيكَ.. ما تزال تبغي السموّ راقيا..
انهض حبيبي.. قد تكاثرت فيكَ الجثثْ..
وما زلت تفخرُ بمقبرةٍ.. فيها الأسوارُ عاتيهْ..
ما قد فادكَ السورُ إن كنتَ ذاتَ خطيئةٍ..
رضخت لاستسلامٍ يحفر فيكَ من الذنوبِ واديا..
انهض حبيبي..
قد كنتَ نبعاً للصمود والحياةِ وافيا..
خذ بعض زمانكَ للنهوضِ فإنما..
جرحُ الزمان ما له سوى الداءِ مداويا..
ولترتدِ فوقَ جسمك حلةَ الأشعار دونَ ترددٍ..
فما يليقُ بالغرور سوى الأقلامِ مواسيا..
انهض حبيبي...
ما زال الدربُ أمامكَ.. رغمَ الجنونِ.. مواتيا..