مقاله شاب مغترب

اخشى مااخشاه في العراق الجديد

الإحساس بالمضلومية قد يقود الإنسان في ظرف خاص إلى سلوكيات قد تكون خارجة عن المألوف خاصة إذا ما كان ذلك الإحساس
لمجتمع وليس فقط لشخص معين0 فالمحيط الاجتماعي لايمكن تجاهل تأثيره في شخصية وسلوكية الشخص0
الشاب العراقي قضى عمره حروب وحصار اقتصادي وحرب أخيرة أدت إلى احتلال والى تحول البلد إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف
ولم يعد في العراق الجديد مكانا لمن ليس منتميا إلى جماعة مسلحة أو فئة لها إسناد مسلح0وعكس ذلك فقد تواجه القتل البشع كذبح الخراف أو الترحيل الإجباري في أفضل الاحوال0
ظروف قاهرة أجبرت فئات كثيرة جدا على السفر إلى خارج العراق 0وقرار السفر هذا ليس بالسهل إطلاقا خصوصا مع شعب وجيل عاش طيلة حياته ممنوعا من السفر إلا لفئات خاصة وضوابط خاصة 0عوائل كثيرة تعدادها فاق العدة ملايين مواطن اضطروا لترك البلاد
ولم يكن السهل الدخول إلى البلدان العربية الشقيقة فالدول العربية تضع المستحيل أمام المواطن العراقي المغلوب على أمره 0نعم المواطن العراقي دون غيره0وهذا الأمر بدء يعطي الانطباع لدى الجيل العراقي الجديد قد يؤدي إلى شئ من البغض للعرب عموما خاصة أنهم يعيشون بجراحات لاتخفى على احد0
الشعب العراقي انخذل من قبل العالم الحر مرتين 0مرة حين صمت هذا العالم أمام آلة الموت التي غزت ارض الرافدين ارض أولى الحضارات 0والمرة الثانية حين بقى هذا العالم يتفرج على الجراحات العراقية والموت والدمار الذي صار بالعراق0رغم إن العراق منذ أول سنين المعمورة قدم للإنسانية جمعاء الكثير وكان عطائه للإنسانية دون مقابل ولطالما كانت ارض العراق مهدا للحضارات وينبوعا للعلم والمعرفة ومركز خلافة الدولة الاسلامية0
نوع من الكراهية مع الأسف بدءت تنمو في فكر جيل عراقي جديد تجاه أشقائه العرب وهذا أخشى مانخشاه في الوقت الحاضر0
لان العراق بحاجة لأشقائه العرب مثلما العرب محتاجين إلى عراق قوي موحد
وحين نتحدث إلى نماذج من هذا الجيل المشار إليه يتحدث عن إن الدول الغربية التي لاتربطه بها لاقومية ولا دين ولا حضارة ولا تاريخ مشترك تمنح العراقيين الوافدين اليها (حتى وان كان دخوله بصورة غير شرعية)حقوق اللجوء الانساني ويعطوه مابخل به عليه اشقاءه العرب0
الذين عجزوا حتى عن منحه تاشيرة دخول الى اراضيها او منحه الاقامة على اراضيها هربا من الموت والتقتيل والتهجير0
اتحدث اليكم عن جيل شاهد كيف ان اشقائه العرب سمحوا بدخول المحتل الغازي والته الحربية القذرة من القدوم عبر اراضيها وممراتها المائية الاقليمية بل واتخذت تلك القوات الغازية في اراضي اشقائنا العرب قواعد عسكرية لمهاجمة العراق وادارة وقيادة تلك الهجمات وحين ضاقت الدنيا
بالمواطن العراقي لم تسمح تلك الدول العربية بدخوله اليها0اخشى مااخشاه من ردة الفعل النفسية وتبعاتها وتاثيرها حتى على الامد البعيد في نفسية جيل عراقي جديد0
الان وكأن لسان حال هذا الجيل يقول(اللهم اليك نشكوا ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ياأرحم الراحمين0 الى من تكلنا الى عدو يتجهمنا ام الى قريب ملكته امرنا)000
والبعض من الاشقاء يدعي انه تم اتخاذ هذه الاجراءات بطلب ورغبة من الحكومة العراقية الحالية نفسها0فحتى لو كان هذا كلاما صحيحا وقد يكون صحيحا 00هل هذا عذر منطقي لاهلنا العرب 00هل هناك ذرة من المنطق في ذلك!!!!
اننا نخاطب اخواننا العرب ونحن منهم واليهم 0نخاطبهم والجراح ثكلى 00
فهل تدرك حكوماتنا العربية خطر غرس هذا الاحساس لدى جيل عراقي جديد سيكون هو من يقود العراق في مستقبل ليس ببعيد000؟؟